تمضي صفحات الكتاب التي تقارب 700 صفحة بسرعة دون ان يحس القارئ بمرور الوقت او ان يشعر بالملل هذا بالتاكيد لان كاتب هذا الكتاب هو ابراهيم عيسى...
بداية من اختيار الاسم مرورًا بأدق بتفاصيل الرواية يجتاز عيسى الحواجز المتعارف عليها عند الحديث عن هذه الفترة الزمنية الحرجة في التاريخ الإسلامي، يتحدث الأغلب عن الموضوع على أنه فتنة ثم يمرون سريعًا على الأمر مخافة الخوض فيه، ربما الموضوع حرجًا ليس لأنه مجرد فتنة بل أعمق وأمر، هو بمثابة انتكاسة دينية مدوية ما زلنا نعاني من آثارها إلى اليوم.
أهمية الرواية حين تتخذ من التاريخ موضوعًا لها لا تكمن في التحدث عن الأحداث بمنظارها الجاف في كتب التاريخ، بل تضيف على الأحداث حياة وتفاصيل أخرى، لم يعد الأمر مجرد سرد لأحداث بل لشخصيات ودواخل الشخصيات والاقتراب منهم وتحليل أفعالهم، وهذه مهمة الروائي، سدّ الثغرات والربط بين الأحداث والشخصيات، وقد نجح الكاتب في هذا هنا على أكمل وجه.
رواية جيدة جدًا، أفضل من الجزء الأول وأهم وأعمق في التناول والعرض، واختيار الاسم عبقري منه، لكنها ستكون صادمة إن كان للقارئ رأي مسبق محدد في هذا الأمر.
إضعط هنا لتحميل الكتاب