كتاب جيد يشرح فيه الكاتب أسس التفكير العلمى –التنظيم و تراكمية المعرفة والدقة والتجريد وشمولية العلوم ويقينيتها والبحث فى الاسباب والتى يقسمها الكاتب إلى أسباب مادية وصورية وفاعلية وغائية - وخطواته ويفحص ويقدم العلاج المناسب لكثير من معوقات التفكير العلمى ومنها السلطة -التى يقصد بها سلطة العالم وسطوته فى فترة زمنية ما ويضرب المثل بأرسطو الذى ظل العالم يدور فى فلك فلسفته لقرون معتمدة على القدم -وعدم رغبة الناس فى التغيير- والتعصب - ضارباً المثل بالحروب الأهلية القائمة على النزاعات الفكرية والعقدية - والإعلام المضلل -الذى لا حصر لمصائبه على مر التاريخ والذى نعانيه الآن فى عالمنا العربى فهو بفعل استغلال الإعلام المضلل للجهل والفقر والحاجة- وأخيراً سيطرة الأسطورة والخرافة على عقول الكثيرين حتى من المثقفين والمتعلمين.
ثم يستعرض الكاتب ببساطة وسرعة لتاريخ العلم ويعرج فى النهاية على دور العالم تجاه مجتمعه وهذه إشكالية كبيرة من وجهة نظرى فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن يقف العالم -فى أى مجال- دور سلبى تجاه قضية قيمية أو أخلاقية أو سياسية تخص مجتمعه لأنه فى النهاية جزء من هذا المجتمع ويجب عليه أن يكون فاعلاً فى شأنه بالقدر الذى لا يضر باستكمال طريق علمه وأبحاثه وفى نفس الوقت لا يعرضه لفتنة السياسة والسياسيين وفى كل الأحوال يجب أن يكون العالم نزيهاً بأرائه فلا تُملى عليه قرارات أو أفعال معينة ولا يُستغل فى تضليل العامة أو الشعوب وإلا انتفت عنه صفة العال.
الكتاب : التفكير العلمي
المؤلف: فؤاد زكرياء
سلسلة : عالم المعرفة
الناشر : المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت
